55 - رحلة إلى اليابان 4# - هزيمة سخيفة

الفصل 55 : رحلة إلى اليابان 4# - هزيمة سخيفة.

--------------------------------------------------

في الأخير إلتقى (أورين) بشخص خطير من منظمة أبناء عشتروت، (مولوخ) الذي التقى به في المعبد من قبل والآن (أورين) في موقف خطير جداً فكيف سيستطيع الخروج منه سالما؟

صاح (أورين) خائفاً:

"مـ-مهلا! لا! لا تقتلني! أنت.... إذا أطلقت النار عليّ فسوف يتم القبض عليك!"

أنفجر (مولوخ) ضاحكا على ما سمعه وقال:

"هاها! هل أنت حقا تصدق ذلك؟ مع وجود المال والنفوذ الكافيين يمكنك التستر وإخفاء أي شيء. لقد تعاملت مع أشخاص أكبر وأقوى منك يا فتى. وشخص نكرة مثلك لا يشكل أي مشكلة بالنسبة لي. ولكن كفى كلاماً، إنه وقت إنهاء العمل."

شعر (أورين) باليأس لأنه لم يجد طريقة ليوقف (مولوخ) عن أذيته، فصاح بآخر ما لديه من كلام:

"مهلا! أرجوك!" (الـــلــــعــــنـــة!!!!)

في تلك اللحظة وقبل أن يطلق (مولوخ) النار، سمع الإثنان صوت فتح الباب العربة، ما على ما يبدو أن شخص ما تدخل بينهما، حيث كانت فتاة صوتها مألوف لدى (أورين) على الرغم من أنه تعرف عليها قبل ساعات فقط.

"حسنا، حسنا... تمالك نفسك يا (مولوخ). أخشى بأنني لن أدعك تقتله."

أدار (مولوخ) رأسه بسرعة إلى الخلف بدون أن يحرك يديه اللتان تحملان المسدس الموجه نحو رأس (أورين)، وقال متفاجئاً:

"ماذا؟! كيف دخلتي إلى هنا؟! لقد قمت بقفل الباب جيداً! ,ومن أنتِ؟!"

أجابته بكل هدوء:

"أنا ابنة أخ (عزازيل). لدي أوامر بأن أراقب هذا الفتى. يجب عليه أن يصل إلى اليابان حياً."

تساءل (مولوخ):

"ابنة أخ (عزازيل)؟ أجل، ربما يكون قد ذكرك من قبل... ولكن (عشتروت) بنفسه قال لي بأن أقتل هذا الفتى، لذا..."

لكنها قاطعته قائلة:

"الأوامر قد تغيرت. أنت تعرف بأن (عزازيل) و(إسماعيل) سوياً في المراتب العليا، لذا فإن كنت مكانك لن أقوم بأي شيء غبي."

شعر (مولوخ) بالغضب وبدأ ينزل سلاحه شيئاً فشيئاً، حتى تقبل الأمر وقال وهو يتراجع:

"حسنا... أعتقد بأنك على حق."

ثم توجه مباشرة ليغادر العربة من المكان الذي جاءت منه (آيكو) وهو يقول:

"سوف أتراجع إذا. سوف أترك ذلك لك. أنا فقط سوف..."

وفي غمضة عين أرسل (مولوخ) قبضته إلى وجه (آيكو) مباشرة، فسقطت نظارتها الشمسية وبدأت تنزف دما من عينها اليمنى، فمدت يدها خلفها لتخرج سلاحها وهي غاضبة:

"يا ابن العاهرة... أنت ميت!"

لكن (مولوخ) رفع سلاحه وأشهره أمامها وهو يقول:

"آه آه آه، ليس بهذه السرعة يا (آيكو). إذا حاولتِ الوصول إلى مسدسك فسوف يكون ذلك آخر شيء تقومين به في حياتك."

أزالت (آيكو) حينها يدها من خلف ظهرها وقالت له:

"أنت حتى أغبى مما كنت أظن. أفعالك هذه ستكون لديها عواقب."

لكن (مولوخ) لا يكترث لما تقول له من تحذيرات فقال لها بكل ثقة:

"أوه، حقاً؟ إذا فمن الأفضل أن أقتلك أنتِ أيضاً. أتعلمين بأن الموتى لا يحكون الحكايات..."

"(عزازيل) سوف يقتلك."

"إذن فسوف أقتله أنا أولاً!! و(إسماعيل) أيضاً! (عشتروت) يحتاجني أنا فقط! وعندما يحقق الخلود سوف أكون هناك بجانبه! نحكم العالم!"

ازدادت عصبية (آيكو) وقالت له:

"لقد فقدت عقلك."

"أنتِ حتى لا تعرفين قيمة نصف عقلي حتى يا فتاة. ولكن حسنا، هذه هي نهاية مسيرتك."

كانت (آيكو) غاضبة قليلاً ولكنها لم تكن خائفة بتاتاً من الموت فقالت له آخر شيء قبل أن يعمر (مولوخ) سلاحه ويطلق النار عليها:

"تعفن في الجحيم!"

فقال لها وهو يبتسم: "ابلغي سلامي إلى (ليليث)."

لكن في تلك اللحظة شعر (مولوخ) بأنه شيئاً أصفراً قد تحرك ووقف بجانب وجهه من الجهة اليمنى، فأدار رأسه وهو مستغرب من ذلك، حتى تم رشه بشيء أصفر في وجهه، وأصبح وجهه قبيح الشكل حينها.

قام (مولوخ) بخطأ كبير جداً عندما نسي أمر (أورين) في الخلف، فاستغل انشغاله مع (آيكو) حينها وقام باخراج رذاذ فقدان الذاكرة ورشه على (مولوخ) في تلك اللحظة.

أسقط (مولوخ) سلاحه على الأرض وأخد يمسح بيديه على وجهه ليزيل ذلك الشيء وهو يتألم ويصرخ:

"آآآآآآآه ما كان ذلك بحق الجحيم؟! إنه نتن! سوف أقتل هذا اللعين.... أقتل... أقت...."

وتدريجيا أصبح (مولوخ) هادئاً واختفى التأثير الظاهري للرذاذ ولكن التأثير الباطني قد بدأ للتو، فعندما فتح عينيه نظر إلى (أورين) الذي وقف بجانبه بدون خوف وسأله:

"أقتل؟ ماذا... من... من أنت؟ أين أنا؟!"

وضع (أورين) يده على كتف (مولوخ) وقال له بشكل عادي جدا:

"هاي يا صاح، أنت ذاهب في رحلة مع ابنتك لعدة أيام. إنها في الغرفة رقم 8. يجب أن تنظم إليها."

كان (مولوخ) مشوشاً قليلاً من تأثير الرذاذ فقال:

"أنا.... أجل.... هل يجب عليّ ذلك؟"

فأجابه (أورين) بابتسامة:

"أجل. هيا اذهب. إنها تنتظرك."

فابتسم (مولوخ) ابتسامة بريئة وقال له:

"حسنا.... شكرا لك يا صديق. سوف.... أذهب."

فغادر (هارون آلابي) من هناك ولم يعد يعتبر (مولوخ) الفرد الرئيسي من منظمة أبناء عشتروت بعد الآن، لتصبح أسخف هزيمة لفرد من أفراد المنظمة في التاريخ.

حينها استدار (أورين) نحو (آيكو) وقال لها:

"حسنا، هذه المشكلة قد انتهينا منها."

كانت (آيكو) متفاجئة وقالت له بارتباك:

"ما... ما كان ذلك بحق الجحيم؟! أنت قمت فقط برشه بتلك القنينة المليئة بالـ..... البول أو لا أعلم ما كان ذلك، وهو فقط.... تغير بشكل جذري...."

فشرح لها (أورين) ماهية تلك القنينة قائلا:

"إنه رذاذ فقدان الذاكرة."

اندهشت (آيكو) وسألته:

"رشاش فقدان الذاكرة؟ هل أنت عبقري أو ما شابه؟"

فأجابها: "حسنا، لست كذلك، ولكن أختاي... قليلاً."

عادت (آيكو) إلى رشدها وقالت له:

"حسنا... عندما كان مشتت الانتباه كان بامكانك فقط الهرب، لذا.... شكرا لك على إنقاذي، على ما أعتقد."

ابتسم لها (أورين) وقال:

"لا مشكلة. إذا.... هل تعملين لذا (عزازيل)؟"

أجابته بكل عفوية وصراحة:

"شيء ما كذلك.... لقد اعتنى بي بعد موت والداي."

"وأمرك بمراقبتي؟"

فأجابته: "آهمم... أجل."

فقال لها: "هل تعرفين لما ذلك؟"

"أنا لا أسأله الأسئلة."

"وماذا إن أمرك بقتل شخص ما؟"

"سوف أقتله. إذا أمرني سينسي بقتل شخص ما، فهذا يعني بأنهم يستحقون ذلك."

"حسنا... إذا... هل تعرفين من هم أبناء (عشتروت)؟"

"أجل أعرف بما يكفي. أعرف بأنهم شركاء عمي: (إسماعيل)، (مولوخ)، (ليليث)، (آشماداي). ومع ذلك... يبدو بأن لديهم بعض النزاعات مؤخرا."

علم (أورين) من كلامها بأنها لا تعلم الحقيقة بأكملها عن المنظمة وأهدافها فقرر اخبارها عنهم وتحذيرها منهم.

"اسمعي يا (آيكو)، الأمر هو أن.... (عزازيل) قد لا يكون ما تعتقدين أنه هو. إنه... شرير. إنه يساعد سيده (عشتروت) لكي يصبح خالداً. وهم لا يترددون في قتل الأبرياء، ولن يتوقفوا حتى يصلوا لأهدافهم."

استغربت (آيكو) من كلامه وقالت له باستهزاء:

"لا تقل لي بأنك تصدق تلك الحماقة أيضاً؟"

"إن ذلك حقيقي! فقط... حاولي البحث عن ذلك بتعمق. وسوف تعلمين بأن كلامي صحيح!"

لكن وعلى ما يبدو بأنه لا تريد ذلك فهي مقتنعة.

"آمم... لا حاجة للقيام بذلك."

تنهد (أورين) فهو لا يستطيع إقناعها أكثر من ذلك، فعلى الأقل قام بالمحاولة. فقال لها:

"حسنا... هل أستطيع سؤالك سؤالاً واحداً أخيراً؟"

فواقفت على ذلك وسألها:

"هل تعلمين عن ماذا يبحث (عزازيل) في اليابان؟"

فسألته هي الأخرى وبدت منزعجة قليلاً:

"ولماذا يجب أن أخبرك؟"

فقال لها: "حسنا، لقد أنقذت حياتك للتو... ونوعاً أنتِ مدينة لي."

فتنهدت بغير اكتراث وقالت:

"آمم... حسنا، أعتقد بأن الأمر لا يهم. إنه يبحث عن كتاب قديم يسمى بـ

جريموار ماغنوس

. إنه فقط مجرد قطعة قديمة من القمامة المليئة بهراء الأشياء السرية والباطنية الشيطانية، لكن يمكن بيعه بآلاف الدولارات، أو ربما أكثر."

"هممم... لقد فهمت."

"وهذا كل ما في الأمر. الآن أصبحنا متعادلان."

"أجل... شكرا لك (آيكو). لقد سعدت بلقائك."

"أجل... لدي إحساس بأننا سنلتقي مجدداً، لذا... الوداع..."

"كوني حذرة."

وكانت تلك آخر محادثة لهما في الوقت الراهن، ظل (أورين) في مكانه يستوعب ما حدث قبل قليل، لكنه الآن يملك معلومة مهمة للغاية بشأن

جريموار ماغنوس

... فقرر العودة إلى غرفته.

عاد (أورين) إلى غرفته فوجد الفتيات ينتظرن هناك، فسألته (كارلا) بقلق مباشرة بعد دخوله:

"هـاي!! أين كنت؟ لقد كنا قد بدأنا نقلق عليك!"

لم يرغب (أورين) بأخبارهم بكل ما حدث و(كارلا) معهم هناك، فهي لا تعلم شيئاً عن أبناء (عشتروت) فقال لها:

"إ...إلتقيت بصديق لي من المدرسة. إنها قصة طويلة. المطار في المحطة التالية، أليس كذلك؟"

فقالت (جودي): "أجل، إنه كذلك! هيا نذهب الآن لنستعد للخروج إلى المحطة!"

**

بعد بضعة دقائق... كل شيء قد مر على ما يرام والعائلة ركبت الطائرة وانطلقوا يحلقون في الهواء مباشرة إلى اليابان.

يتبع..

2022/05/09 · 91 مشاهدة · 1245 كلمة
نادي الروايات - 2024